أخيراً .. فيس بوك تفعل أداة لحفظ خصوصية “تاريخ المتصفّح”
بعد حوالي عام من محاولات مؤسس فيس بوك ” مارك زوكربيرغ ” لحل أزمة الخصوصية التي عصفت بفيس بوك فإن الشركة كشفت أخيراً عن أداة تساعد المستخدمين على مسح تاريخ التصفّح الخاص بهم من على المنصة..
الأداة ورغم أهميتها إلا أنّها بدت مخيبة للآمال وذلك بسبب الحدود التي تحصر ميزاتها بشكل كبير!
الشركة أعلنت عن تقديمها الأداة التي تساعد مجتمع فيس بوك على إدارة ومشاهدة المواقع والتطبيقات التي تقوم بتسجيل بياناتهم ومشاركتها مع فيس بوك لكن المشكلة أن المستخدمين لن يكونوا قادرين على حذف هذه البيانات من المخدّمات داخلياً.
عوضاً عن ذلك فالخيار التي سيتاح أمام المستخدم يتضمن إيقاف اقتران معلوماته والنأي بها عن حساباته حتى لا تتم مشاركتها وبالتالي فسيكون فيس بوك غير قادر على معرفة المواقع التي زارها العميل أو الأنشطة التي قام بها هناك .. لكن البيانات ستبقى محفوظة في مخدّمات فيس بوك دون أن يكون هناك تعريف للمعلومات.
فيس بوك أعلن عن عزمه على ابتكار هذه الأداة للمرة الأولى في أيار / مايو 2018 بعد المشكلة المرتبطة بانتهاك الخصوصية والتي تمكنت من الوصول إلى بيانات ملايين من المستخدمين والتي أطلق عليها في ذلك الوقت “فضيحة كامبريدج أناليتيكا” ، الشركة صرّحت في ذلك الوقت أن بناء هذه الأداة قد يستغرق بضعة أشهر لكنها قامت بإلغائها حتى اليوم.
التوضيح الذي قدمته فيس بوك للإعلاميين صرّحت به أن بناء الأداة استغرق أكثر من الوقت المتوقع لما تطلبه الأمر من إعادة برمجة للنظام والتفكير مجدداً في كيفية معالجة بيانات المستخدم لتتوافق مع التحديثات المطلوبة.
الأداة التي أطلق عليها اسم “إيقاف نشاطات الفيس بوك ” سيبدأ تطبيقها تدريجيا ًعلى جميع المستخدمين ابتداءً من إيرلندا ، كوريا الجنوبية ، إسبانيا ليتم تطبيقها بعد ذلك حول العالم في الشهور القليلة القادمة.
وقد صرّحت فيس بوك أنه من الشائع في عالم الأعمال بأن تتم مشاركة البيانات المرتبطة بنشاطات المستخدمين على المواقع مع منصات الإعلانات والخدمات الأخرى لكنّ هذا الأمر لا يتم تفهمه دائماً بشكل جيد.
وعلى سبيل المثال إذا رغبت إحدى شركات التجميل باستهداف المهتمين بإحدى منتجاتها فبإمكانها مراسلة فيس بوك لسؤاله إن كان هناك أشخاص قاموا بالنظر أو البحث عن هذا المنتج وذلك لفسح المجال لإظهار الإعلان المتعلق بهذا المنتج أمام المستخدم المهتم..
في مدونة الشركة تم نشر تدوينة أقرت فيها الشركة أنها تتوقع أن يكون لهذا التغيير تأثير على أعمالهم لكن إيمانهم بأن إعطاء الأشخاص الصلاحية لحماية بياناتهم هو أمر في غاية الأهمية.
المستثمرين على صعيد آخر لم يبدوا الكثير من الاهتمام حول هذه التغييرات خصوصاً أن أسهم فيس بوك لم يطرأ عليها تغييرات كبيرة تستدعي القلق.
“ياسمين إينبرغ” المسوّقة والمختصة بإحصائيات السوشال ميديا في مؤسسة بحثيّة قالت أنّ هذه الحركة هي خطوة أخرى من فيس بوك باتجاه الشفافية وهي خطوة نحو الأمام باتجاه المنظمات العالمية التي تقوم بإجراءات صارمة تجاه ممارسات الإعلانات المستهدفة وأضافت : إن تأثير هذا الإجراء على أعمال فيس بوك سيعتمد على حجم استخدام مجتمع فيس بوك لهذه الأداة بشكل فعلي.
والسبب وراء ذلك بحسب “ياسمين” أن العملاء سيتوجب عليهم إجراء خطوات إضافية بالتوجه نحو إعدادات فيس بوك وتفعيل هذه الميزة. فهناك فرق بين الأشخاص الذين يقولون أنهم حريصون على الخصوصية والآخرين الذين هم على استعداد فعلاً لعمل شيء حيال ذلك.
وتختم “ياسمين” إذا ثبت عدم استخدام الناس بشكل كاف للأداة فسيستدعي هذا تطوير إضافي لواجهة الأزرار والأدوات الخاصة بفيس بوك.
هل من المتوقع استجابة مجتمع فيس بوك للإجراءات القادمة ؟ وهل ستكون هذه اجراءات كافية لحل مشكلة الخصوصية التي ارتبطت بفيس بوك لفترة طويلة أم سيكون هناك مزيد من الخطوات لاستعادة الثقة ؟ هذا ما ستكشفه لنا الوقائع والأرقام عما قريب.